خاطرة على أطلال زحمة الثمانينات. (من مذكراتي)
خاطرة على أطلال زحمة الثمانينات. (من مذكراتي).
صيف 1985 م وبالتحديد شهر أغسطس فيما يوافق شهر ذي الحجة ، بضعة أيام
تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك. عمري لم يتجاوز الثلاثة عشر عاما، سمعنا بأن
سوق المنطقة والذي هو نفسه سوق النور حاليا، قد قام بجلب ملابس العيد
لتوزيعها على المواطنين، دخلت معترك الزحام وكلي أمل بأن أظفر بنصيبي من
تلك الملابس - دخلت الإزدحام وقد ساعتندي نحافتي للوصول إلى مقدمة الصفوف
وتسليم ماقيمته عشرة دنانير أي عدد أربع
بدل عربية كل بدلة تساوي 2.5 دينار، والتي كانت متوفرة بعدة ألوان أسوأها
اللون "البودري" - كنت شديد الإلحاح على عمك الحاج فرج رحمه الله بأن
يجنبني ذلك اللون المقيت وكان لي ذلك ، تأكدت من الأرقام وكانت كل بدلة
عربية في كيسة "قرشين ونصف"، وغير شفافة وكانت محكمة الإغلاق.
توجهت للجبل ليلة العيد وكل أملي بأن أرتدي تلك البدلة لأذهب بها إلى صلاة
العيد (بنية العيد ونية التفشيك) وكانت المفاجئة عند إرتدائي لتلك البدلة
وبالتحديد عندما هممت بإرتداء السروال والذي تفاجئت بأنه كان مخيطا من
منتصفه ، حيث لم أتمكن من إدخال قدماي فيها فلم تكتمل فرحتي ولكن ولله
الحمد الحلول التلفيقية دائما حاضرة فقامت الوالدة حفظها الله بفك الخياطة
عروة عروة حتى تسنى لي لبسها والتفشيك بها والتي أذكر أن لونها كان أزرق
سماوي (صناعة صينية).
بصحيح كانت سنوات عجاف، نسأل الله أن لا يريها لليبيين مرة أخرى.
يجب ملاحظة " 41 سنة إنجازات" وهي مدونة في الصورة
No comments:
Post a Comment